عويل بداخلي يصرخ.. أكرهك .. أكرهك..
ومارد يسألني : أين ضاع الحب الذي دام سنوات وسنوات..ولماذا تبدلت كلمة أحبك بهذه الكلمة البشعة ؟؟
وحوار يدور بينى وبين نفسي: هل ما كان بيننا حب أم رضا ؟؟ وحتى إن كان مجرد رضا .. فأين ذهب ذلك الرضا ؟؟
استيقظتُ مذعورة علي هواجس روحي .. أنظر إلي حوائط كهفي البارد..
صقيع حياتي يجلدني .. أريد الفرار إلي جبل يعصمني من هذا الصقيع !! أجد رياح الحرمان تقذفني إلي هوة لا أدري منتهاها.. أتلمس الدفء .. لم أكن أعرف أن الطريق سينتهي بي إلي تلك المفازة المظلمة لأصبح في حالة من التوهان اللانهائية .. وفي غمرة هذا العذاب رسم لي السراب شجرة وارفة الظل .. هللتْ روحي بأن اليوم هو يوم ميلادي الجديد.. تمسكتُ بشجرتي التي ظننت أنها ستنقذني من عواصف الحياة وتعوضني قسوة المشوار الطويل ..
جلست لاستمتع بظلها .. حكيت لها عذاباتي .. امتدت يدها لي بكأس الصبر .. شربته مرغمة ، نظرت إلي شجرتي المسكينة .. فوجدتها خائرة .. أوراقها ذابلة .. تتساقط علي رأسي حتى صارت بلا ظل .. رجوتها أن تهديني قليلا من الظل .. أو وردة في يوم ميلادي
ارتعدت الشجرة متعللة بالخوف من أن يمتد الظل ويحتويني .. أو أن تفشي الوردة السر الذي جمعنا.. وتعهدت بأن تحتويني في غفلة من الزمن كلما شعرت بالربيع.. ولكن بعيدا عن الشمس!! ..
وهنا سكتت ترانيم الحب الخائف بداخلي .. وانطفأت أنوار الأمل في حياة ظليلة..
ابتلعت الغصة .. وعدت إلي كهفي القديم ألملم حسرتى .. أحاول ترميم تصدعاته .. أرسم فيه من خيالي شجرة كبيرة .. وأعلق فيه مصابيح أحلامي .. وسجدت لله شكراً أن كهفي احتواني ولم يلفظ رفاتي التى غادرته ذات يوم ناقمة عليه.. فخير لي أن أموت في كهفي من أن أموت علي قارعة الطريق.
ولكن ظل سؤال يقلقني ليل نهار: كيف لقلب في حجم قبضة اليد أن يتحمل هذا الثقل المكتنز بوحشية الألم؟!. .